Rob Corder, WatchPro co-founder and editor-in-chief.

عمود كوردر: “المضمون أولًا” شعار معرض واتشز آند وندرز Watches & Wonders

لن تكشف إصدارات الساعات في جنيف هذا العام عن مفاجآت غير متوقعة، بل ستقتصر على تحسينات طفيفة على طرازاتها الأكثر مبيعًا.

لا أحب أن أعكر صفو المعرض، لكن أرقام الصادرات السويسرية الشهر الماضي -التي أظهرت أول انخفاض سنوي لأكثر من عامين- تُشير إلى احتمال استمرار هذا الانخفاض، الأمر الذي يلقي بظلالة على فعاليات معرض واتشز آند وندرز Watches & Wonders وباقي فعاليات أسبوع جنيف للساعات.

خلال السنوات الأخيرة، حاصرت شركات صناعة الساعات نفسها في زاوية ضيقة، إذ أقدمت على بيع عددًا أقل من الساعات لنفس العملاء بأسعار أعلى، مع الاحتفاظ بنسبة أكبر من الأرباح في كل عملية بيع من خلال التخلص من الوسطاء، حيث تشهد مبيعاتهم المباشرة للمستهلكين زيادة كبيرة.

إذ لم تُركز العلامات التجارية، باستثناء القليل منها، بشكل كافٍ على جذب عملاء جدد، واكتفت فقط بإيجاد طرق لجني مزيد من الأرباح من كل عملية بيع لعملائها الحاليين من أصحاب الثروات الكبيرة وهواة جمع الساعات ممن يرتدون عباءة مخلصي الصناعة ومحبيها.

أما في الوقت الحالي فسنرى إذا ما كانت لدى الشركات المصنعة خطة لاستقطاب عملاء جدد بدلًا من مجرد إدارة علاقات العملاء الحاليين فقط. لأنه في هذا العام، قد يجدون أن هواة جمع الساعات، دجاجتهم التي تبيض الذهب، يشعرون بالاستنزاف المالي ويزداد غضبهم من تجاهل احتياجاتهم.

إذ تحتاج العلامات التجارية أكثر من أي وقت مضى إلى تجار التجزئة المستقلين الذين يجيدون فن النجاح في مختلف الظروف السراء والضراء منها.

لكن العلامات التجارية أجحفت حق تجار التجزئة هؤلاء في السراء، لذا ليس عليها أن تتفاجأ إذا لم يبدوا رغبة في إعادة إحياء تلك العلاقات الفاشلة.

كل تلك الأمور في كواليس معرض واتشز آند وندرز Watches & Wonders الذي يحمل شعار المضمون أولًا.

ويكشف عدد أبريل من مجلة ووتش برو عن هذا النهج التحفظي في تقاريرها عن الإصدارات الجديدة من الساعات (المحظور الكشف عنها حتى يتم طرح العدد الأول من المجلة في اليوم الأول للمعرض) إلى جانب ابتكارات العديد من علامات مجموعة سواتش Swatch التي لن تشارك في مهرجان جنيف للساعات.

إن ما رأيناه حتى الآن مثير للإعجاب تمامًا مثل الأعوام السابقة، ولكن هذا من منظور إرضاء العملاء الحاليين الذين يفضلون التغيير البطيء للغاية.

غير أن رينو تيكسييه Renaud Tixier يعد استثناءً بارزًا، حيث ابتكر هيكل دوار دقيق جديد تمامًا في أول ساعة له على الإطلاق. أما بالنسبة لمعظم العلامات التجارية، فلا نرى سوى إضافات بسيطة على مجموعات الساعات الأكثر مبيعًا، بألوان عصرية (مثل الوردي والأخضر) ومواد جديدة (مثل التيتانيوم) وعلب أصغر حجمًا تتماشى مع الموضة (تقليص حجم كل شيء بمليمتر واحد مع الحرص على إبقاء ماكينات الساعات كما هي).

لا شك أن جنيف ستشهد مفاجآت، خاصة من العلامات التجارية المستقلة المشاركة في معرض واتشز آند وندرز Watches & Wonders وفي الفعاليات الأخرى الأصغر نطاقًا في المدينة. غير أن صناعة الساعات حصرت نفسها في نطاق ضيق بشكل يجعلها عرضة بشكل مثير للقلق لحدوث ركود اقتصادي. لذا، قد يكون إطلاق إصدارات تركز هذا العام على ما هو مضمون هو الخطوة الصائبة.

تابعوا المزيد: عمود كوردر: معرض واتشز آند وندرز Watches & Wonders بحاجة إلى تعزيز المبيعات

Leave a comment

لن يتم نشر عنوان بريدك الإلكتروني. الحقول الإلزامية مشار إليها بـ *